بلدية دبي تحتفل باليوم العالمي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية
01 أكتوبر 2025
بلدية دبي تُنظّم منتدى اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية لترسيخ سلوكيات أكثر استدامة
نظّمت بلدية دبي “منتدى اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية”، اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 في فندق الخوري سكاي جاردن، وسط مشاركة نخبة من الخبراء والشركاء المحليين والدوليين، بهدف تعزيز الجهود الجماعية لتقليل فقد وهدر الغذاء، وتحفيز سلوكيات غذائية أكثر استدامة وتوازناً، تدعم كفاءة منظومة الصحة والسلامة المستدامة والمتقدمة في إمارة دبي.
ويأتي هذا المنتدى ضمن جهود بلدية دبي في تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع الجهات المعنية وعلى رأسها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ودعم البرامج الهادفة إلى نشر الوعي حول أهمية تقليل الفاقد والمهدر من الغذاء، وتعزيز أنماط الإنتاج والاستهلاك الواعي، ودعم تبني سياسات مؤسسية أكثر كفاءة في إدارة الغذاء والموارد الغذائية. إلى جانب حرصها على تعزيز الشراكات المؤثرة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية، وتسليط الضوء على التجارب المحلية والدولية بما يحقق أثراً إيجابياً في حفظ الموارد الغذائية من الهدر، ويعزز من مستويات الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بدءًا من الفرد والأسرة والمجتمع وصولاً إلى الشركات والمؤسسات الغذائية.
وأكدت الدكتورة نسيم محمد رفيع، المدير التنفيذي لمؤسسة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي بالإنابة، أن المنتدى يعكس حرص بلدية دبي على اتباع نهج شامل يركز على بناء سلوكيات غذائية مسؤولة وضمان استدامة موارد الغذاء في إمارة دبي، بحيث تسهم في تقليل فقد الغذاء وتعزز من التكامل بين السلامة الغذائية والتغذية الواعية والمستدامة، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة وإستراتيجية الاقتصاد الدائري، ويعزز من مكانة الإمارة كمركز عالمي للابتكار في الغذاء.
وقالت: “واحد من التحديات الاقتصادية والبيئة والاجتماعية الرئيسة التي تواجه العالم اليوم هي ارتفاع معدلات فقد وهدر الغذاء عالمياً وتأثيرها على الأمن الغذائي والموارد، وفرص حصول الأفراد على غذاء كافٍ وسليم وصحي. وهذا المنتدى يمثل فرصة جامعة لنسلط الضوء على الممارسات المستدامة التي تحافظ على غذائنا، ونعزز التعاون المجتمعي والمهني للحد من الهدر والارتقاء بكفاءة سلاسل الإمداد الغذائي. ويتماشى المنتدى مع التزامات دبي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً الهدف الثاني عشر: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، ويعكس دورها الريادي في تحسين كفاءة منظومة الغذاء وتعزيز جودة الحياة والحوكمة البيئية، ويجعل منها مدينة أكثر جاذبية وجَودة للحياة واستدامة في مواردها ورفاهية معيشتها”.
وقالت خلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات وأمين عام لجنة مبادرة “نعمة”: “تأسست المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء نعمة بتوجيهات القيادة الرشيدة لتوحيد الجهود الوطنية نحو تحقيق هدف طموح يتمثل في خفض فقد وهدر الغذاء إلى النصف بحلول عام 2030، انسجامًا مع الأجندة الوطنية للأمن الغذائي ومستهدفات التنمية المستدامة. ومنذ انطلاقتها، عملت نعمة على بناء منظومة متكاملة مبنية على الشراكات والبرامج التوعوية، مستندة إلى إرث الأجداد في الترشيد والاعتدال، ومكرسة لنهج وطني جامع لكافة القطاعات والمجتمع يجعل من دولة الإمارات نموذجًا رائدًا في إدارة الموارد الغذائية بكفاءة واستدامة.”
وأضافت النويس: “مشاركتنا في منتدى بلدية دبي لليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، تجسد التزام نعمة بالتعاون مع شركائنا من الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لتغيير السلوكيات والممارسات المؤدية للهدر، بما يضمن حفظ مواردنا الغذائية للأجيال القادمة، ويدعم كفاءة سلاسل الإمداد ضمن قطاع الغذاء. نحن في نعمة نؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ من الوعي والممارسة اليومية الاكثر استدامة، وصولًا إلى بناء مستقبل تكون فيه الإمارات دولة لا يهدر فيها الغذاء.”
من جهته؛ قال أحمد مختار، القائم بأعمال ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في دولة الإمارات العربية المتحدة: “يسرّ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن تنضم إلى بلدية دبي ودولة الإمارات في الاحتفال السادس باليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، تحت شعار (لنوقف فقد الأغذية وهدرها. من أجل البشر، ومن أجل كوكب الأرض). في وقتٍ تواصل دولة الإمارات ريادتها في تعزيز الاستدامة وزيادة الوعي بهذه القضية المهمة. ومع توقعات وصول عدد سكان العالم إلى ما يقارب 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، فإن الحد من فقد وهدر الغذاء لا يقتصر على حماية الموارد وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فحسب، بل يشمل أيضًا ضمان الأمن الغذائي والتغذية للأجيال الحالية والمستقبلية. ويأتي احتفال هذا العام كتذكير بأهمية التحرك العاجل والعمل الجماعي بين جميع القطاعات لبناء أنظمة غذائية زراعية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة”.
تقارير دولية
استنادًا إلى تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” (FAO)، يُهدر ثلث الغذاء المنتج عالميًا ما يعادل حوالي 1.3 مليار طن سنويًا. كما تُشير التقديرات إلى فقد وهدر يقارب 250 كغ للفرد سنويًا في منطقة الخليج تحديدًا، وبالتالي تظهر الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود بين أفراد المجتمع والجهات الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز الوعي أهمية تقليل المهدر من الغذاء، يسهم في خفض هذه النسب بشكل كبير، وتعزيز استدامة الغذاء الصحي والسليم.
تنفذ بلدية دبي مجموعة متكاملة من البرامج التوعوية الغذائية انطلاقًا من التزامها بتحقيق أهداف الاستدامة الغذائية ورفع مستوى الوعي المجتمعي، من خلال تنظيم ورش عمل تعليمية لطلاب المدارس بهدف غرس مفاهيم الإنتاج والاستهلاك الواعي، إضافةً إلى ورش تدريبية موجهة للمؤسسات الغذائية حول تحسين إدارة الغذاء في سلاسل الإمداد، إلى جانب الحملات المجتمعية الموسمية تُركز على تخطيط الوجبات، ترشيد الاستهلاك، والتعامل الإيجابي مع فائض الطعام.
اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية
يُعد اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية الذي يُصادف 29 سبتمبر من كل عام، فرصة عالمية لتسليط الضوء على أهمية تقليل الفاقد والهدر في سلاسل الإمداد الغذائي. هذا اليوم ليس مجرد تذكير بالتحديات، بل دعوة للتعاون والعمل المشترك من أجل بناء نظم غذائية أكثر أمانًا واستدامةً وعدالةً.
